الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

حدوتة من زمن البداوة والجهل


حدوتة من زمن البداوة والجهل

بقلم القمص صرابامون الشايب ، أمين دير القديسين - الطود - الأقصر
السيد الفاضل الدكتور/ سمير فرج ،
رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر
السيد الفاضل اللواء / منصور الشناوي،
مدير أمن الأقصر السيد الفاضل العميد / هشام منيب، مفتش مباحث أمن الدولة لمدينة الأقصر
مع تقديم فائق الاحترام والتقدير
وصادق تهانينا بالعيد السعيد ، لقد تجاوز إجرام وبلطجة عزبة مسٌلّم وعزبة عرب بشارع الأزهر المؤدي إلى دير القديسين بالطود بالأقصر, حداً لا يمكن السكوت عليه أو التجاوز عنه , فلقد دأب وتعود المتعصبين والمتطرفين في هاتين القريتين الهجوم والاعتداء بالأحجار والشتائم النابية على الآباء كهنة الدير والزوار الذاهبين والعائدين من دير القديسين …وقد تحطم زجاج سيارة الآباء الكهنة عدة مرات قبلاً وقد احتملنا وصبرنا كثيراً واضطررنا لإلغاء احتفال رأس السنة في عامي 2007 ، 2008م وجعله في الصباح الباكر حتى لا نتعرض للأذى الجسدي والمعنوي الصادر عن هؤلاء المتعصبين المتطرفين الإرهابيين…ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تخطاه إلى الاعتداء بالقذف بالحجارة على الزائرين الفقراء البسطاء العائدين من حفلات الزفاف والاجتماعات الروحية وقد حاولنا أيضاً أن نصبر ونحتمل ونتأنى فجعلنا هذه الاحتفالات والاجتماعات تتم في وقت مبكر قبل غروب الشمس حتى نتقي شر هذا الإجرام البدوي الجاهلي ثم تخطى هذا الإجرام كل حدود اللائق والمألوف ليطول الحافلات السياحية والحافلات الكنسية وكان أخر هذه الجرائم البربرية والهمجية لعزبتي مسٌلّم وعرب بشارع الأزهر بالطود الأقصر ليلة أمس الثلاثاء الموافق 9/12/2008م حيث تم الهجوم بوابل من الحجارة على رحلة كنسية تابعة لكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس الروضة القاهرة وتسبب هذا الهجوم في تلفيات بزجاج الحافلة رقم( 1504 سياحة جيزة ) وهي في طريقها إلى الدير وأيضاً جرح طفلة صغيرة وفوق ذلك كله فقد هؤلاء الأقباط المسالمين إحساسهم بالأمان وهم على أرض مصرية أرض الآباء والأجداد… وكأن هذه المعاناة لا تكفي لسحق كرامتنا وكسر أنوفنا فيمتلئ الشارع المواجه لدير القديسين بالطود الأقصر والمسمى بشارع الشيخ حسان بالبلطجية والصبية المنحرفين والعاطلين والمدمنين ليتحرشوا ببناتنا ونسائنا حتى وصل هذا الانفلات والانحلال إلى محاولة مجموعة من الشباب المسلمين الذين تربوا على ثقافة الكراهية خطف إحدى الفتيات بعد حضورها إحدى الاجتماعات الروحية بالدير ولكن تدخلت عناية الله لتمنع هذا الشر العظيم… ولكن لماذا يحدث كل هذا ؟ يحدث كل هذا نتيجة لموروثات الحقد والتعصب والكراهية والتي طالت الصغير مع الكبير والتي تبثها دور العبادة الإسلامية …فنقترح أن يحضر إلينا هنا في قرية الطود بالأقصر أي إنسان منصف إن وجد هذا المنصف ليرى بعينيه ويسمع بأذنيه ثقافة الحقد والكره والتعصب وتكفير الآخر التي يبثها شيوخ وأئمة هذه المساجد …وللأسف هذه المرة مهما كانت الضغوط والتهديدات لا نستطيع أن نصمت ونسكت ونصبر فزمن الجبن قد مضى وولى فسلامة شعبنا وسمعة مصرنا فوق كل الضغوط والتهديدات …الخلاصة: أولاً: مضطر!! والحزن يملأ قلبي الاعتذار نهائياً عن قبول أي رحلات سياحية لزيارة دير القديسين بالطود حتى يتم تأمين وحراسة الطرق المؤدية إلى الدير وأيضاً عدم استقبال الرحلات الكنسية بعد الساعة الخامسة مساءً…ثانياً: الأمر خطير نرجو من السادة المسئولين المذكورة أسمائهم في مقدمة الصفحة الذين نكن لهم كل احترام وتقدير ، أن يهتموا بهذا الأمر بحزمٍ وحيادٍ وروح وطنية أصيلة وألا سنضطر آسفين إلى الذهاب إلى مقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة لنسجل حزننا وألمنا واحتجاجنا فكيف نسكت ونصمت والأمر يخص سمعة مصر وهيبتها وكرامتها ,, وليعلم الجميع أننا تربينا على ثقافة الشجاعة والصلابة ولن يرهبنا أو يسكتنا أي كائن من كان…ثالثاً: نقترح تشكيل لجنة كنسية من كبار القانونيين والمتخصصين لمراجعة ملف حوادث الرحلات الكنسية التي تحدث على الطرق ,, وحتى متى تعلق هذه الجرائم على الصدفة وما يسمى بالقضاء والقدر ,, والغريب أن نفس هذه الحافلة الكنسية رقم( 1504 سياحة جيزة ) التى تعرضت للهجوم من عزبة مسٌلّم وعزبة عرب ,, قد تعرضت لهجوم آخر في اليوم السابق في مدينة نقادة التابعة لمركز قوص وهي في طريقها إلى دير الصليب… نناشد أحبائي أبائي الكهنة توخي الحذر الشديد عند الإعداد للرحلات الكنسية فالأمر غير مطمئن وللأسف نشم في هذه الحوادث التي تحدث رائحة الدم والغدر والإرهاب فهذه الحافلات عند مرورها على الطرق تعاني من روح كارهة وحاقدة ما بين مضايقات السائقين عديمي الضمير ,, وأحجار الأطفال الخارجين من رحم ثقافة الحقد والكره ,,فلماذا لا تستخدم هذه الرحلات القطارات فهي أكثر أمن وأقل استهداف…

ليست هناك تعليقات: