الاثنين، 20 أكتوبر 2008

الإساءة للإسلام بدأت من هنا

الإساءة للإسلام بدأت من هنا
بقلم نعم الباز
٢٠/ ١٠/ ٢٠٠٨
أعيش أحوالنا كثيراً بأثر رجعى وأحتفظ ببعض قصاصات الجرائد وأعتبرها مرصداً للفترة التى ظهرت فيها.قبل اكتشاف المصريين الذين جمعوا شقا العمر ووضعوه فى الريان والبدر والهدى بأنهم وقعوا فى أيدى نصابين، بعد أن ملأت الإعلانات الصحف.
إعلانات تدغدغ عواطف المصريين الدينية، وتستمد قوتها من معتقداتهم واعتمادهم على الله.وتستمد أسلوبها فى سلبهم مدخراتهم التى جمعوها من دول الخليج والسعودية بالذات من موروثاتهم الدينية.ومن منا لم ينتش وترتفع معنوياته مع ارتفاع سيف على بن أبى طالب فى بدر؟ ومن منا لم يسعد بهذا النصر العظيم على أهل مكة الذين أخرجوا الرسول منها والذى قال فى عاطفة ورقة جياشة « ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت».تخيلوا هذه المشاعر الفياضة وتظهر علينا الإعلانات لشركة البدر تحت الآية الكريمة « ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة»،
اعتقد الكثيرون البسطاء الذين عبروا تاركين الأهل والولد.. الأم والأب والأرض من أجل قروش للمستقبل، اعتقدوا بأن يحل نصر المال على غدر الزمان مكان نصر بدر بعد ذل الداخلين فى دين الله أفواجا، وتهالكوا على الشركة وكأنهم يخوضون معركة بدر ضد الفقر.
ثم تأتى شركة أخرى من شركات بداية حيتان الاستثمار واستحمار الناس باستغلال آية أخرى حين افتتاح شركة كبرى للحديد فأعلنوا عنها بآية قرآنية « وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد»، مستغلين أننا شعب يعشش الدين فى وجداننا ويسيطر علينا.فنحن الذين نقسم بالنبى، دون كل الدول الإسلامية، ونحن الذين نقسم بمقام الحسين والسيدة زينب،
ووصلنا فى القسم إلى الإمام الشافعى وفى الإسكندرية بالمرسى أبو العباس.فأى تأثير تعطيه آيات القرآن فى شعب لو التقطت الأقمار الصناعية صوراً له من أسوان إلى العريش وصولاً لرشيد لكانت كلها مرصعة بالقباب لأولياء الله الصالحين.وحينما سقطت عروش شركات توظيف الأموال ومات من مات وهرب من هرب وسجن من سجن وسيطرت الدولة على الشركات وظل الناس ينتظرون عودة مدخرات العمر حتى ضاع الأمل.وكتبت فى حينها أن العلاقة بين الناس وشركات توظيف الأموال هى العلاقة بين نصاب وطماع فلماذا لم يفكر المستثمرون كيف يأخذون ربحاً يصل إلى ٥٣%؟.دغدغت الآيات القرآنية عواطفهم وأعمت عيونهم (زبيبة الصلاة) ولم يفطنوا إلى أن هؤلاء يستثمرون ذكاءهم فى الحصول على أموال الشقيانين والمتغربين والمشتاقين للمة الأهل والذين تحولوا إلى منافقين يتكلمون بلسان كفيلهم «بالله عليك يا أخى راعنا فى كذا وكذا» معتقدين أنهم يتكلمون لغات!!لماذا لم تحدث لدينا نحن المثقفين المستنيرين غضبة نحو استغلال آيات القرآن الكريم فى الدعاية لهذه الشركات؟
لقد جاءنى أحد أقاربى من البلد وقال لى: - أنت الوحيدة اللى عندك سيولة.. أنت بتكتبى يوميات الأخبار والسطر بعشرة جنيه.. هاتى فلوسك أحطهالك فى البدر، بيدوا ٥٣%.كان قريبى هذا يعتقد أننا نأخذ على المقالات نفس أسعار وفيات الأهرام!! بالكلمة والسطر!!وقلت له وقتها:- ألم تفكر من أين يأتون بالـ ٥٣%.. فقال لى «يرزق من يشاء بغير حساب» وقد خسر فى البدر هو وأولاده مائة ألف جنيه فى السبعينيات..
أى ما يعادل عشرين مليوناً الآن حسب سعر كيلو اللحمة! كان إقناعه لى منصباً علي انتهاء بدر، والرزق أسرار من عند الله..!وهكذا كانت الإساءة للإسلام تحت أعيننا!! ونقاطع الدنمارك من أجل جهلهم أو حريتهم فيما يسمى بالإساءة للرسول ونقيم الدنيا ويشتعل العالم بالمظاهرات.بينما الإساءة ليست للرسول ولكن للرسالة برمتها، واستغلال آيات الله بدأ من هنا، ومازال استعمال آيات الله مستمراً!! والنصب بالدين مستمراً.. والنصب السياسى ناهيك عن النصب الاقتصادى!!

ليست هناك تعليقات: