الأربعاء، 20 مايو 2009

لن اصمت


لن اصمت
=======
الفتنه فى صدوركم هذا ما تقولوه عندما تلوحون لنا ان نصمت عن كل تجاوزاتكم قبلنا فى ابسط واقل حقوقنا . حقوقنا المهدورة تماما وبالكامل تلك العبارة التى كثيرا ما تخرج من الافواه الفاغرة بالدم القبطى .
هذه هى افتتاحيتى ردا على رسالة اتت على ايميلى مفادها انى سليط اللسان وينبغى ان يكون حرصى على سلامة الوطن قبل اية اعتبارات اخرى ومع قليل من العبارات الرنانه عن الوطن الواحد والام الواحده والاصل الواحد والعيش المشترك وكم من لقطات تذكيرنا بصور التقاء بعض القساوسة وقبلات المشايخ والذى منه .
ما المطلوب منى تحديدا امام القتل والنهب والسلب الا ان اعلن عن تلك الجرائم التى سبق وقلت مبسطا الامر فى اخف وابسط وصف فقلت انها تجاوزات . وحقيقة الامر انها جرائم انسانيه ضد الاقليات بمعنى الكلمة ومفادها . انكمم الافواه لتخمد الفتنه ويرتاح القتله ، لبسنا النظارات السوداء ولفظاعة الجرم ظهرت الجريمة واخترقت كل جدار اسود لانها احلك من كل سواد اخر . مزركشة بالدم القبطى يستحيل الا يراها اقل الناس ابصارا .
عن ماذا اصمت تحديدا عن قتل الابراياء فى كل مشاجرة نشبت بين مسيحى ومسلم يشدد الازر للاخير القاصى والدانى وتلتئم شمائل الشر وتكشر الانياب عن اصحابها الخونه مدعومة بقضاء فاسد استقل له الامر الا يقاصص مسلما بمسيحى على الاطلاق واستند على شرطة تقاعست عن منع الجريمة بعد ان تبينتها ورأت طريق تدبيرها وبعد سقوط القتلى تسعى حسيسا للتضليل والتلفيق وترتيب المخارج والزج بالابرياء لموازنة الاتهام وترتاح ضمائرهم لمبيت اجساد مغسولة بالدم بغير قاتل تصح فيه دلائل الثبوت وتستقيم فيه قرائن الاتهام وتسقط التهم .
يبقى القتيل قتيل بلا قاتل فى معظم واغلب الاحوال . وان فرضنا جدلا انها تناسقت عفوا فان التكتلات تتكتل لاجبار ولى الدم على التنازل او الترك . ام تنحيتنا على الشهاده واسقاطها امام القضاء الشرعى والمدنى فى كثير من المنازعات القضائيه . على هذا نصمت ؟؟؟
ام اصمت عن مهازل الترقيات والعلاوات والمنح والاعارات والتوظيف والتأديب والتهديد والنقل والندب والتخطيات فى مناصب الاقباط ووظائفهم وتنحيتهم عن اعلى السلم الوظيفى كلما غدت بارقة امل على اعتلاء احدهم وبالكادر منصبا ما مرموقا وبعد ان كان الاقباط يحتلوا المناصب الرفيعة بنسب معقولة اجحفت بمقدراتهم الادارات وخلت بالميزان الوظيفى الى اقصى علامة فى الانتصاب . على هذا نصمت ؟؟؟
ام اصمت عن مهازل المحاسبات الضريبيه للاقباط وتتبع اعمالهم وبناء العراقيل والسدود امام طموحاتهم التجاريه والاقتصاديه والاستثماريه وبالكد وبالعسير يعتلى من يستحق على غير رغبة الادارة فى كافة اشكالها وتصوراتها . على هذا نصمت ؟؟؟
ام اصمت على منع بناء الكنائس فى اى مكان ولو فى قلب كتلة سكنيه مسيحيه ومنح بناء الجوامع والزوايا والمساجد فى كل مكان ولو فى قلب كتله سكنيه مسيحيه وبروتوكلات هذا التنوع الفريد بين المنع والمنح فى اقصى تصورات الخيال والى اقصى درجات الفرجار فبين هذه و تلك يقع التنوع فى التمييز بين الكنيسة والجامع . على هذا اصمت ؟؟؟
ام اصمت على ما بلغته مواد التدريس من لغط وغلط وحشو اسلامى مفرط اكاد اصاب معه بالدوار كلما رايت فلذة كبدى يصاب بالترويع كلما كان عليه تسميع قطعة نصوص قرأنية غامضة فى المدرسة او الكلية ويخشى من مدرس الفصل ان يرقمه او يضربه احتسابا وجهاد فى الاعلان عن دين فشل فى الاعلان عن نفسه بالسبل المشروعة فى الدعوة بسلام .
ولا انسى كم من امتحان اداه الطلبة المسيحيين فى الاعياد المسيحيه فكانت بهجة العيد تكدير صفوهم واغماد واخماد لفرحتهم لا تلتئم الاسرة فى العيد لان اثنين من ابنائها او اكثر يؤدون امتحانات الترم او نهاية العام الدراسى ولا يفوتنا كم التعسف فى اجراء الامتحانات الشفويه ولظم طلبة الاقباط وخاصة فى الكليات القمه كالطب والهندسه واقصائهم قسرا وقهرا وفى افشال تربعهم على القمة بكلية الازهر التى منحت البلادء مكانة بين العلماء بفضل حفظ القران واكتظت بناجحى الخمسين فى المائة كليات القمه من حفظة الفقه الاسلامى والقران والفتحه والضمه . على هذا نصمت ؟؟؟
ام اصمت على المواصلات وما يراق فيها من كلمات الاسفاف فى حق المسيحيين والمسيحيات خاصة ونعت الذين بلاحجاب او زبيبة بالكفر والضلال وتكبير والتشهد فى وجوهنا والحسبنه والتهجد ولعنة اسرائيل وامريكا واللى يتشددلهم واللى يقربلهم واصخاب مسامعنا بما لا نؤمن من تلاوت القران المتنازع عليها بين القراء والمواعظ التى تسب النصارى واليهود علنا فى كل مواصلة سواء متروا او اتوبيس او ميكروباس . على هذا نصمت ؟ ام اصمت التامين الصحى الذى تهدر فيه موارد الدوله وتبذر على الكل عدا الاقبط الذين دائما يسمعون كلمة لا يوجد هذا الدواء ناقص فى الاسواق وتغير ادوارهم فى ترتيب الانتظار فى العمليات الجراحيه . على هذا نصمت ؟؟؟
ام اصمت عن التجاهل الاعمى فى التمثيل السياسى للاقباط فى الاحزاب والقيادات والمجالس الشعبيه والتنفيذيه والنيابيه والمحليه والشورى والشعب وكل عمل يستلزم الثقة الدوليه او الامنيه كالنيابات العامه وامن الدوله والمخابرات العامه والحربيه ومديريات الامن والسفراء الا قلما ندر ندرة الورد الاحمر القانى فى صحراء جدباء . على هذا نصمت ؟؟؟
فى وطنى ووطنى يتنكرنى بل اغتاب جهرا وعلنا وتطلبونى بالصمت . سازلزل العالم وادوى بصرخات جنبات كل ساحات العدل فلن اصمت وكيف اصمت والهى لم يصمت عند اى ظلم وقع فى اى مكان واى زمان ان كانت نهاية امرى مرهونة بصمتى فلن اصمت . ان جعلت مداد قلمى دمى لن اصمت على اى هوان تتعرض له عشيرتى واهلى . وحتى ان لم يكفى الدم غير ان يكتب عبارة واحده هى لن اصمت .

ليست هناك تعليقات: