الأحد، 3 أغسطس 2008

سأنقل لكم مقدمه كتاب اعجبتنى - اعجبتنى كثيرا
================
ستخجل وتقول نعم – لكنك ستكذب إذا قلت لا! الواقع يؤكد ذلك ويدعمه ويحسمه أيضا.. لكننا طوال الوقت نخفي رءوسنا في الرمال.. أكثر الأدوية التي نتناولها منشطات.. أغلب النكت التي نطلقها تفوح منها رائحة الرغبة المكبوتة.. كل منها مغلف بالإيحاءات والإيماءات المثيرة إذا عبرت في طريقنا إمراة – حتى لو كانت قبيحة لا تزن شيئا في سوق النساء – شيعناها بنظراتنا حتى تصل إلى مثواها الأخير.. في الدرج السري لكل منا صورة عارية وذكرى امرأة مرغوبة.. ووجه أخرى يطاردنا.. وحلم دائم بحياة جنسية مستمرة لا انتهاء ولا انقطاع لها.
ورغم أن ذلك كله موجود إلا أننا نلعن الجنس في صحفنا وكتبنا وجلساتنا المعلنة.. نعتبره عيبا لا يصح الكلام عنه ولا فيه.. ندعي الفضيلة والأخلاق ونطارد كل من يطرق بابه بتوصيفات تدخله إلى مساحة قلة الأدب وفراغة العين والبجاحة وعدم التربية.
في كتب التراث التي نقدسها ونحترم أصحابها الوضع يختلف كثيرا.. فالحديث عن الجنس واضح وصريح ولا حرج فيه ولا على أصحابه.. فقهاء كبار لهم دور وأثر في علوم الحديث والفقه والتفسير وتتردد أسماؤهم في مواعظنا جلسوا يستعرضون فنون الجنس في كتب عرفوا أنها سيكتب لها الخلود.. وستظل تطبع إلى يوم القيامة.. سيرفضها البعض.. لكن سيثني عليها الكثيرون ويضعونها في المقام اللائق بها.
لم يمنعهم حياؤهم أن ترتبط أسماؤهم بالحديث عن الجنس.. فهو بالنسبة لهم نعمة منحها الله لعباده وليس عليهم إلا أن يشكروه عليها نزولا على حديث الرسول الأعظم r: إن الله يحب أن يرى نعمته على عبده.. وتجاوبا مع الآية الكريمة التي تقول.. "وأما بنعمة ربك فحدث" لم يروا تناقضا بين اجتهاداتهم الرائعة في الفقه وحكاياتهم الكثيرة عن الجنس.. لم يرتدوا قناعا يتكلمون من خلاله مع الناس فإذا خلوا إلى أنفسهم أتوا ما لا يتوقعه أحد منهم.. ولعلهم في ذلك كانوا يأخذون من الرسول r وسلوكهم قدوة لهم ومثال أمامهم.
ففي تراث الرسول r ترسانة من الأحاديث والأقوال التي تطرقت إلى الحياة الجنسية.. فعن أنس قال: إن الرسول r قال لأصحابه: إن آدم عليه السلام لم يجامع امرأته حتى أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله وعلمه كيف يأتيها، فلما آتاها جاءه جبريل فقال كيف وجدت امرأتك؟ قال آدم: صالحة.. وفي موقف آخر قال: لما خلق الله له زوجة بعث إليه ملكا وأمره بالجماع ففعل، فلما فرغ قالت له حواء: يا آدم هذا طيب زدنا منه.
وعن أنس أيضا أن الرسول r قال: فضلت على الناس بأربع: بالسماحة والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش، وفي سراج المريدين للقاضي أبو بكر بن العزبي أن الله أتى رسوله خصيصة عظمى وهي قلة الأكل والقدرة على الجماع فكان أقنع الناس في الغذاء تقنعه العلقة وتشبعه العزة وكان أقوى الناس على الوطء، ولا يغفل أحد حديث الثلاثيات الذي قال فيه الرسول r: حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة، وبراوية أخرى: جعلت قرة عيني في الصلاة وحبب إلى النساء والطيب.. الجائع يشبع والظمآن يروى وأنا لا أشبع من حب الصلاة والنساء.
ويرى النبي r أن من سنن المرسلين أربع: التعطر والنكاح والسواك والحياء. وقد أضاف الترمذي وهو من رواة الحديث الكبار بعد روايته لهذا الحديث أن الأنبياء عليهم السلام زيدوا في النكاح بفضل نبوتهم وذلك أن النور إذا امتلأ الصدر به ففاض ففي العروق والبدن والنفس فإنه يثير الشهوة ويقويها. وعندما شرح ابن حجر العسقلاني هذا الحديث الذي ورد في البخاري قال: إن كل من كان أتقى لله كان أشد شهوة.
وفي إحياء علوم الدين أنكر البعض حال الصوفية فسألهم الغزالي ما تنكرون عنهم، قالوا: يأكلون كثيرا فقال: وأنتم أيضا إذا جعتم كما يجوعون لأكثرتم كما يأكلون، فقالوا: وينكحون كثيرا فقال: وأنتم أيضا لو حفظتم فروجكم وعيونكم كما يحفظون لنكحتم كما ينكحون، ومما يذكر أن ابن عمر ورغم أنه كان من الزهاد وعلمائهم أنه كان يفطر من الصوم على الجماع قبل الأكل وربما جامع قبل أن يصلي المغرب ثم يغتسل لتفريغ القلب لعبادة الله وإخراج عدة الشيطان منه، ولا ينسى المؤرخون أن الأمام علي بن أبي طالب تزوج بعد وفاة السيدة فاطمة بنت الرسول بسبع ليال فقط.
نعود إلى الرسول r مرة أخرى يقول: إن الرجل إذا أتى أهله احتسابا لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما، وعندما قال بعض الصحابة الفقراء للرسول r: يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر قال لهم: ألستم تصلون وتصومون وتجاهدون فقالوا: وهم يفعلون كما نفعل يصلون ويصومون ويجاهدون ويتصدقون ولا نتصدق فقال: إن فيك صدقة كثيرة وإن فضل بيانك عن الأترم تعبر عن حاجته صدقة، وفي فضل بصرك على الضرير تهديه الطريق صدقة، وفي فضل قوتك على الضعيف تعينه صدقة، وفي إماطتك الأذى عن الطريق صدقة وفي مباضعتك أهلك صدقة، فقال السائل: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر، فقال الرسول: أرأيت لو جعلته في غير حله كان عليك وزر فقال: نعم، فقال الرسول: أفتحسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير.
كان طبيعيا بعد ذلك عندما يسأل أحدهم الرسول r ما فضل من جامع أهله محتسبا فيرد عليه قائلا: غفر الله له، ومن أخبار أبي هريرة أن الرسول قال: أيعجز أحدكم أن يجامع زوجته في كل يوم جمعة فإنه له أجرين اثنين.. أجر غسله وأجر غسل امرأته.
وعندما أخبروا الرسول r أن هناك بعضا من أصحابه يرفضون النساء واللحم فقال r: ليس في ديني ترك النساء واللحم وأنزل الله قوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ{ ويرغب الرسول أتباعه فيقول لهم: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.
ولا يغفل النبي طبيعة البشر فيضع أمام المسلمين رؤيته من خلال الكلام والفعل فيقول: إذا أتى أحدكم أهله وأراد أن يعود فليتوضأ فإنه أنشط في العودة، ومن أفعاله ما رواه جابر من أن رسول الله رأى امرأة فأعجبته فأتى زينب فقضى حاجته فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه.
ويحكي أبو كبسة وكان من موالي الرسول r هذه الواقعة من وجهة نظره يقول: بينما رسول الله r جالس إذ مرت به امرأة فقام إلى أهله فخرج إلينا ورأسه تقطر ماء فقلنا: يا رسول الله كأنه قد كان شيئا قال: نعم مرت بي فلانة فوقعت في نفسي شهوة النساء فقمت إلى إتيان الحلال، وهذا ابن مسعود أيضا يدلي بدلوه في هذه الواقعة يقول: خرج رسول الله r فلقى امرأة فأعجبته فرجع إلى أم سلمة وعندها نسوة يدققن عجينا فعرفن في وجهه فأدخلته فقضى حاجته فخرج فقال: من رأى منكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فليواقعها فإن معها مثل الذي معها.
وحتى لا تقوم قيامة البعض فيرفعوا تهمة الإساءة إلى الرسول r في وجهي فإنني أسوق ما قاله القاضي عياض في الإكمال يقول: لا تظن بمواقعة النبي لزينب حين رأى المرأة أنه وقع في نفسه شيء منها بل هو منزه عن الميل ولكنه فعل ذلك لتقتدي به أمته في الفعل وتمثل أمره بالقول.
وبمنطق التعليم والرعاية هذا يوصي الرسول r النساء يقول: إذا دعا الرجل امرأته لحاجته فلتلبيه وإن كانت على التنور، ويفسر العلماء ذلك بأن الرسول r علم بشدة حاجة الرجل إلى المرأة وضرره بتخلفها عنه فحثها على إجابته، ليس هذا فقط، فابن عباس يروي أن امرأة قالت: يا رسول الله أخبرني ما حق الزوج على الزوجة؟ فقال لها: حق الزوج على زوجته إن سألها نفسها وهي على ظهر بعير لا تمنعه نفسها.
وإذا كان العلماء الرجال يؤكدون على المرأة أن تستجيب لزوجها مهما كانت ظروفها فإن د. سعاد صالح أستاذة الفقه بجامعة الأزهر تحذر الأزواج من إساءة فهم هذا الحديث الصحيح فيجب على الزوج تقدير الحالة النفسية والصحية للزوجة حال طلبه لها، فيجب أن تكون الزوجة مهيئة نفسيا وصحيا لاستقبال هذا الوطء لقوله تعالى "وقدموا لأنفسكم واتقوا الله" أي من المداعبة والقبلة وغيرها، وقد تضافرت نصوص الفقهاء لتأكيد هذا المعنى ومنها ما قاله الحنابلة:"وللزوج أن يستمتع بزوجته في كل وقت إلا أن يشغلها استمتاعه بها عن الفرائض أو يضرها فليس له أن يستمتع بها إذن لأن ذلك ليس من المعاشرة بالمعروف.
لم يكن الرسول r وحده يرعى الحياة الخاصة للمسلمين فالوحي كان يتدخل في الوقت المناسب، ابن عباس يقول: كان من أمر أهل الكتاب أنهم لا يأتون النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة. وكان حي من الأنصار قد أخذوا ذلك عن فعلهم.. وكان حي من قريش يشرحون النساء شرحا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه فسرى أمرها فبلغ ذلك رسول الله r فأنقذ الوحي الموقف بقوله: "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم".
وفي رواية أخرى أن أحد اليهود عندما عرف ما يفعله المسلمون قال لهم: ما أنتم إلا أمثال البهائم ولكن إنما نأتيها على هيئة واحدة فأنزل الله قوله:
"نساؤكم حرث لكم". وهذه رواية ثالثة فعن أم سلمة أن الأنصار كانوا لا يحبون النساء وكانت اليهود تقول، إنه من أحب امرأته كان الولد أحولا. فلما قدم المهاجرون المدينة نكحوا من نساء الأنصار فحبوهن فأبت امرأة أن تطيع زوجها وقالت: لن أفعل ذلك حتى آتى رسول الله r فدخلت على أم سلمة فذكرت لها ذلك فحدثت أم سلمة رسول الله r فدعا الأنصارية فتلى عليها قوله تعالى: ] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ {.
وهذه مكرمة أخرى ساقها النبي r في إطار حديثه عن حياة المسلمين الخاصة.. والرواية يرويها أنس رضي الله عنه يقول: قال رسول الله r (إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها فإن سبقها فلا يعجلها). فالمرأة عند الرسول يجب أن تقضي حاجتها من زوجها كما يحب الرجل أن يقضي حاجته من زوجته، وفي إحياء علوم الدين للغزالي، أن من آداب النكاح التي حض عليها الرسول r أنه إذا قضى الرجل وطره فمن الأدب أن يمهل المرأة حتى تقضي وطرها فإن إنزالها قد يتأخر عنها فالقعود عنه إذا ذاك إيذاء لها والاختلاف في وقت الإنزال يوجب التنافر بينهما مهما كان الزوج سابقا وإن سبقت هي لا يضر الزوج وإن كان التوافق في وقت الإنزال ألذ للمرأة.
المكرمة الثانية التي يسوقها الرسول r: إنه لا يجب أن يقع أحدكم على امرأته كما يقع على البهيمة وليكن بينهما رسول؟ وعندما سأل الصحابة عن هذا الرسول فقال لهم القبلة والكلام. ورغم أن الحافظ أبو الفضل العراقي قال إن هذا الحديث منكر فإن أبا هريرة يروي من ناحيته حديثا آخر وهو قول الرسول: إن الله ليعجب من مداعبة الرجل زوجته فيكتب لهما بذلك الأجر ويجعل لهما به رزقا"

( من كتاب حدائق المتعه او السكس عند العرب )
http://www.kotobarabia.com/BookDetails.aspx?ID=2026

ليست هناك تعليقات: