الثلاثاء، 10 مارس 2009

لماذا كل هذا العداء لآباء الكنيسة؟

لماذا كل هذا العداء لآباء الكنيسة؟

بقلم: صموئيل بولس عبد المسيح

برمهات 1725 للشهداء - 10 مارس 2009 ميلادية

رغم أنه لا يوجد مثل آباء كنيستنا القبطية في الأبوة والعطاء والبذل والتضحية والمحبة الحقيقية الباذلة والساهرة على خراف المسيح لحراستهم وحمايتهم من الذئاب الخاطفة، وبالرغم من كل ما يلاقوه من عنت واضطهاد سواء من الحكومة، أو من الإخوان، أو من الجماعات المتطرفة، أو من الرعاع والدهماء، حتى إن سيرهم في بعض المناطق يعتبر مجازفة خطيرة بحد ذاتها بسبب المعايرات التي يلاقوها من المارة، ناهيك عن تحريض الصبية على شتمهم وأحياناً قذفهم بالحجارة كما حدث من قبل في مناطق شبرا الخيمة وبولاق الدكرور وزنين وعزبة النخل ، وبعض القرى ..

إلا أنهم – ويا للحسرة - يتعرضون لهجمات شرسة وغير أخلاقية من بعض أبنائهم الذين تحولوا من خراف للمسيح،إلى "جداء" لأمن الدولة، وللإسلاميين، سواء بطريقة مباشرة (تجسس +عمالة) أو سواء بطرق غير مباشرة (بساطة تصل لحد العباطة)!! ولجهات طائفية حقودة تسعى إلى تقسيم وتفتيت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حتى تنهار وتتلاشى، كما انهارت وتلاشت العديد من الكنائس الأخرى.

ومن المعروف عن كل هذه القوى الشيطانية إنها تتخذ من الطعن في نزاهة واستقامة آباء الكنيسة نقطة الانطلاق لتنفيذ هذا المخطط الشرير، ومن المعروف عنها أيضاً قيامها بحشد كل أصحاب المآرب الخاصة من الانتهازيين الكارهين للكنيسة القبطية واستخدامهم لتحقيق أهدافها، ومن من بينها بناء بيوتهم على أنقاض بيوت الآخرين. وقد عُرف عنهم عشقهم للخراب، وإدمانهم الرقص على أشلاء ضحاياهم.

ويتعجب المرء حينما يرى تنوع هذا الحشد الديني والعقائدي والفكري والسياسي، حتى ليسأل نفسه في حيرة :

إيه إللي لم الشامي على المغربي؟
والليبرالي على الوهابي؟
والبهائي على الإخوانجي ؟
والملحد على المسيحي؟
والتقدمي على الرجعي؟
والروحاني على المادي ؟
والآخروي على الوقتي ؟
والمحافظ على المتحرر؟

والقائمة تطول بكل ما فيها من تناقض وتنافر لأناس لا يربطهم رابط، ولا يجمعهم جامع، ولا توجد بينهم أدنى قواسم مشتركة، رغم ذلك، رأيناهم يتجمعون ويتحدون معاً على هدف واحد، وهو الطعن في آباء وقيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية!!!

وفيما يتعلق بالأبناء الجاحدين منهم، فليت أمرهم اقتصر على جحد عطاء آبائهم فقط، بل وتعداه كيل الاتهامات لهم بطريقة عشوائية لم تستثني أي أحد، حتى رسموا صورة ظالمة ومشوهة لآباء الكنيسة القبطية أمام الغرباء والمقاومين والشامتين المتربصين والمتأهبين دوماً ( للانقضاض) على أي كل تشويه من شأنه أن يطعن في قيادات الكنيسة، ثم ينقلوها إلى صحفهم الصفراء ومواقعهم الأشد صفاراً ويضيفوا عليها " شويه تحابيش من عندهم" ليحولوا آباء كنيستنا الوديعين إلى وحوش كاسرة!!!

ويرى الاقباط كل هذا التزوير غير الأخلاقي فيتعجبون ويضربون كف بكفاً وهم يقولون: يا حسرة على أبناء الكنيسة بعدما باعوا أنفسهم للغرباء فتحولوا من أبناء إلى أعداء.
ويصرخ الضمير محتجاً : لصالح مَنْ كل هذا التشويه المتعمد لآباء الكنيسة القبطية؟
حتى قداسة البابا نفسه لم يسلم من شتمهم وتطاولهم وقلة أدبهم .

ولا يخجلوا من استغلال البيئة المعادية المحيطة بالكنيسة بل ونراهم يستقوا بالغرباء والمقاومين عليها، ففقدوا احترام الجميع لهم، واصبحوا منبوذين ومحتقرين اينما حلوا. بل وتجد منهم من يحاول إن يظهر غيرته على الإسلام أكثر من المسلمين أنفسهم، كما حدث مؤخراً عندما طالب أحدهم باستبدال تعريف " الغزوات" ب " المواقع"!! ولله في خلقه شؤون!!

وهؤلاء قد يفلتوا من العقاب الارضي، لكن لن يفلتوا من محاسبة رب الكنيسة وقاضي القضاة، ومجري العدل للمظلومين، لأنه كما يقول الكتاب" فأننا نعرف الذي قال لي الانتقام، أنا أجازي يقول الرب وأيضا الرب يدين شعبه، مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي"

ولنا أن نتخيل مدى الألم الذي يشعر به آباء الكنيسة عندما يروا ابنائهم يطعنوا ظهورهم بخناجر الخسة والجحود، ويذهبوا للصحف الإسلاموية لبث سموم افتراءاتهم ضد آباء الكنيسة في وقت يتعرضون فيه لمحاربات خارجية عنيفة بسبب أمانتهم للمسيح وسهرهم على رعيته؟

كما حزنتُ لهلاك هؤلاء المفترين الذين أهملوا خلاصهم، وأصبحت غايتهم الكبرى هي الهجوم على كل الإكليروس بداءاً من أبينا المكرم قداسة البابا، حتى أصغر كاهن، وهكذا أعطوا فرصة للذئاب لتنهش لحمنا، كما أضحكوا علينا السفهاء، وشمتوا فينا الشامتين.

لذلك أردت أن أقول كلمة عرفان في زمن الجحود والنكران ..

كلمة عرفان أشهد بها عن كل ما رأيته وعانيته بنفسي على مدى 21 سنة قضيتهم بين آباء الكنيسة كابن، وكتلميذ، وكخادم عَملَ ولا يزال يعمل تحت إشرافهم الروحي.


ليست هناك تعليقات: