الخميس، 3 يوليو 2008

قصه من الكشح


3- مرة اخرى قصة من الكشح --- هنا محطتى انزلونى .


وقف رجلنا فى موقف الباص فى البلينا المدينه الجميله هادئه المدخل فى الصباح الباكر سيذهب لمدرسته فهو مدرس التاريخ هناك فى القرية التى قتل فيها قبلا عشرون شخص او اكثر من اقرباءه وجيرانه وقف واليوم يو الاحد ذهب تطلع فى حوائط الكنيسة التى يصلى فيها ثم مسح بكفه على صورة الملاك وقبل كفه وذهب لمحطه الذهاب واتخذ ركنا ليكتمل الكرسى الخلفى ثم يستقله ذهابا للعمل اذ ترك سكنه منذ عام ويزيد . اثناء الانتظار مر بائع الجرائد - اخبار اهرام الاسبوع النباء . وبلا روية سئل الرجل على جريدة وطنى : معاك ياعمنا وطنى .لم يرد البائع السؤال بل وضع يده خلف الربطه التى يحملها على كتفه وناول الرجل جريدة وطنى دون ان ينبس ببنت شفة

الرجل :

- بكام

- دينه ونص

- هى مش بدينيه واحد

- قلتلك ياخواده دينه ونص

ووضع البائع الجريده على صدر الرجل وضرب الرجل يده اليمنى ليمسح جيبه ويخرج جنيه ونصف .يطول الانتظار لاكتمال عدد الركاب وما اصعب الانتظار للمنتظرين فيفتح الرجل الصفحه الثانيه ويقراء كلمات البابا شنوده بابا العرب الخصيصه لوطنى وهو يتأمل صورة البابا ويكتمل العدد ويصعد الرجل ويسير الباص وينظر من بجوار الرجل الى الى ما يقراءه الرجل .... ويضرب يديه فى بعضهما وهو يقول اشهد ان لا اله الا الله استغفر الله العظيم ياناس ياهو هم النصاره ولاد الكلب دول الكفره مش هيحرموا ، سبحان الله لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم سبحان الله .يتطلع الراكبون الى القائل وينظرون لانفسهم وينظرون الرجل وهم يرددون تمائم الشهادة وغيرها باصوات مبحوحه وبرهة يقول الرجل للسائق :

- انزلنى هنا قد وصلت

- ياخواده الكشح لسه باقى تنين كيلوا

- انزلنى انا ابغى هذا الحقل الذى عن يمينك

فيقف السائق وينزل الرجل ويرفع يده اليمنى ليمسح العرق ليقول لنفسه غارقا فى بحور من التفكير والالم

هنا محطتى انزلونى يابشر .

ليست هناك تعليقات: