الأحد، 6 يوليو 2008

جـــــــــــــــروح






جارح او مجروح



عندما ياتى ذكر الجروح لا اعلم لماذا اتذكر مجنون كورة الجدريين على الاخص

ان حاله احبائى حال كثيرين منا وحتى لا نكون بعيدين عن المعنى تعالوا نذهب

للنص الالهى لنعرف اكثر عمن نتحدث ففى انجيل مرقس

يقول الله عن هذا المجنون : انه قد ربُط كثيرا بقيود وسلاسل وقطع السلاسل

وكسر القيود فلم يقدر احد ان يذلله كان دائما ليلا ونهارا فى الجبال وفى القبور

يسير ويجرح نفسه بالحجاره ( مر 5 : 5) ان اول ما نرى هنا ان الانسان قد

يجرح نفسه دون ان يدرى . يجرح نفسه مرارا ولا يحس بألم الجرح .

بل يصل لحد ان يدمن تجريح نفسه ومهما فعل الاخرون له كى لايفعل هذا

بنفسه انه يستلذ بجرح ذاته .

وينتهى كل امر يخوضه كما انتهت اعداد القديس مر قس الرسول فى وصف مجنون الجدريي .

انه يجرح نفسه بالحجارة . كثيرين يتقدمون للمساعده . يربطونه بقيود . يسلسلونه .

ولانه لا يعى ولا يستلذ الا ان يجرح نفسه ولا يعى ماذا يصنع ولان قوة الشر صاحبته

ولان قوته مع قوة الشر صارت طاقة جباره قطع السلسلة وكسر القيد وهام مرة ومرات

الجبل ليل نهار غير مبال بقيظ النهار ان يحرق جلد جسده وغير مبال برعبة الليل ان

تدخل قلبه فصار جسده درعا وصار قلبه حجرا . ولم يقدر احد - اى احد - ان يذلله حتى

راى رب المجد فصاح فيه وخرجت شياطينه بقوة شره وصار نسمة وديعه ويقول القديس

مرقس عنه انه صار "جالسا و لابسا و عاقلا " ( مر 5 :15 ) وقال بلسانه ذات المجنون

ليسوع اينما تذهب اتى معك ( 18 ) .انظر هل تعلمت شيئا ان الجروح يمكن ان نكون نحن

اول من نصنعها لانفسنا دون ان ندرى . ولكن هل من جروح يصنعها الاخرون بنا ، هابيل

قدم ذبيحة مرضيه ولم يذكر الكتاب انه قال لاخيه ان ذبيحتك يا اخى معيبه بل صمت فقتل

( تكوين 4 )

يوسف تدلل بحلومه وشموسه واقماره امام اخوته فاسقط فى الجب ( تك 37 : 5 ، 9 ، 24 )

سارة عيرت هاجر فكسر ابناء هاجر المعموره وصاروا كُثر ( تك 20 : 17 )

حتى تلاميذ الرب قالوا للاعمى تنحى دع السيد يمر بسلام

وابعد بوجهك الغريب الذى بلاعينين فكان الاعمى اول من فتحت عينيه قبلهم

وكان باكورة الواقفين امام السيد هذا اليوم .

دون قصد هابيل جرح اخيه الاوحد ،

ويوسف مع اخوته

ساره جرحت جريتها الاولى المختاره ،

فلا تستثنى احدا من ان يكون جارحك فالابن فعلها مع الاب هذا صنعه يعقوب مع اسحق وخدعه والاب خدع الابن ابراهيم جعل يقول لاسحق سنقدم للرب محرقة وكان اسحق هو ذاته المحرقه .وهل تتذكرون ما صنعه شمعى ابن جيرا بمسيح الرب وقوله له يارجل الدماء ورجل بيلعال ( 2صم 16 : 5 ) فانظر وتعلم ان الجروح تاتى من الكل من الاقرباء والغرباء وقساوتها تشتد وتشتد من الاقربين اكثراما الشيطان يا ساده اين جروحه هل هو ثالث الجارحين كما اضعه هنا انا ثالثا .لكن حقيقة الامر هو الاول ومن غيره يكون اول الجارحين .فكم من وعود نكث بها فصارت جراحا وكم من احلام ضيعها فصارت جراحا كم من خسائر اوجدها وكم من مكاسب افقدها كم من بلايا احضرها وكم من امراض اعلنا بها كم من افراح نزعها وكم من اطراح اقامها كم من حروب انشأئها وسلام اضاعه .من مثله فى الجرح ليس له مثيل ولا نظير جارح بلا شفقه ولا رافه فانظر ايضا هل تشك ان الشياطين من اكثر الجارحين لنا ومن كثرة الشرور اصبح العالم جارحا بطبيعته فيقول الوحى المقدس ان للرب محاكمة مع سكان الارض . لا امانه ولا احسان ولا معرفة لله لعن وكذب وسرقه وفسق يعتنقو ودمـــــــــاء تلحق دماء ( هوشع 4 : 2) . العالم كله جروح اذا يأخذ يجرح وان اعطى يجرح دماء تلحق دماء
اذا
ماذا بعد بقى للانسان اذ صار جرح كبير من اسفل القدم الى الراس ليس فيه صحه بل جرح واحباط وضربه طريه لم تعصب ولم تلين بالزيت ( اش 1 : 6 ) او كما يقول سليمان حبر جرح منقيه للشرير وضربات بالغه مخادع البطن ( امثال 20 :3 ) جرحات جسد الانسان واسقامه اكثر من سلامته وصحته .ولكن انتظر ليس العالم جروح بلا مطبب انتظر ذاك الذى اقام يوسف فى مصر لينقذ شعبه . الذى ارسل الرسل لكل المسكونه فأفتتنوها .الذى بدل ذبيحة اسحق بحمل وديع بلا عيب .


جروح


ما من انسان الا وعاين الجروح واختبرها فصارت جزاء من حياته .

ولا اخشى ان اقول لكم وصار هو عادة جزء منها .

كل ما فى الامر ان هناك انسان اختبر جروحا كثيره اما الاخر اختبر جروحا اكثر بكثير .

الاول كان مباشرا لجروحه فبرىء الجرح والتئم

اما الثانى جرحه استمر ... تقيح وصار منظره مريعا . اختلط فيه الدم مع الوسخ .

كم من اناس جرحهم الاخرون فتخطوا هذا الجرح او ذاك وهناك من جرحوا انفسهم وشفيوا .

هناك من جرحهم الشيطان وهزموه .

ما اصعب ما قاله الله الرب لداود النبى لا تبنى لى بيتا لاسمى لانك سفكت دما كثيرا ( 1 اخ 22 : 8 )

- ها حبيب الرب منعه الرب ان يبنى بيته لاجل كثرة جرحه للاخريين وكانت جروحه اكثرها جسديه ولكن ها ما صنعته . منعته من بناء هيكل الرب

تأمل معى عندما ارسل اليشع النبى احد ابناء الانبياءه الى ياهوشافاط بن نمشى ليمسحه ويقول له . اخاب ادمى شعب الرب . " فتضرب بيت اخاب سيدك و انتقم لدماء عبيدي الانبياء و دماء جميع عبيد الرب من يد ايزابل ، فيبيد كل بيت اخاب و استاصل لاخاب كل بائل بحائط و محجوز و مطلق في اسرائيل" 2 ملو 9 . ايزابل التى جرحت عبيد الرب فاهتم الرب وارسل من ينتقم لجروحهم .

الجــــــــــــــــــــــــروح بكل انواعها ستكون امام الله بكل انواعها

المندمله والمتماثله للشفاء .

المطببه والمقيحه .

ولا غريب ان الجروح ليست مقصوره على المؤمنيين او الاشرار

لانها تصيب الجميع فليس لمؤمن راحة بعيدا عنها ولا الشرير بمناى عنها فساكن القبور يظل يجرح نفسه بالحجارة والتلاميذ ايضا يتقهقرون خلف الاعمى ليكون الاعمى فى المقدمه هو الرائى ليسوع .

وقبل ان اتركك لتتيقن وتحكم فى ذاتك انه وكأن العالم خلق للجروح وحسب ،،،

عليك ان تتيقن ان ما من جرح الا يسوع ناظره ينتظر ان تسمح له ان يطببه ويعصبه وما اجمل ان يكون يسوع هو الطبيب العاصب .سلم له الجرح ايا كان محدثه وايا كان نوعه اسمع عبده داود يتذلل بجرحه امامه ويقول " اما انت يا رب السيد فاصنع معي من اجل اسمك لان رحمتك طيبة نجني، فاني فقير و مسكين انا و قلبي مجروح في داخلي" مزمور 109 : 21 ولا تهرب بعيدا عن هذا الطبيب الاعظم فلا ضمان فى الشفاء الكامل عند غيره ، فان اى شفاء يقدمه اى اخر هو بذاته جرح اخر بحجارة اخرى من نوع اخر . لانه الرب . لانه جرب الجرح وصار لاجلنا مجروح فاعد اطيب دواء لاعتى داء فيقول فى هذا النبى " هو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه و بحبره شفينا - اش 53 : 5 " ان اى محاولة من اى احد اخر غيره لعلاجنا لها حد فانظر عندما جرح يهوذا شقيق يوحنا المكابى . ما استطاع شقيقه ان ينتظر معه ليرى جرحه فنسى يهوذا المجروح وراح يطارد جارحيه الى قدرون ( ا مكابيين 16 : 9 ) ايهما اولى المجروح ام الجارح فهل ترك الاب يهوذا المجروح ؟؟؟ ضع ثقلك عليه وثقتك فيه وجروحك وضحها له قدم له الجرح . ليعمل ويشفى فينظر العالم عجائبه وشفاءك يدوم فما من جرح الا وله شفاء عند هذا الطبيب الشافى




ثمر الجروح


ماذا تتصورون فى ثمر الجروح الالم ام الحزن ام البكاء ام الضيق . هل رأيم طفلا صغير مجروح لا يبكى ان الاطفال الذين لا يعرفون معنى الجروح يرجفون لرؤياهم جراحهم ان منظر الدم بذاته مخيف ولا حاجه لادراك الدامى بهذا لانه بالبداهة يخاف ويذعر ولكن الغريب ان هناك كثيرون جدا للون الاحمر الدموى هذا ومشتقاته
وما بين الخوف من الجراح وحب الجراح يلهث الانسان .
قد يدمن الجرح كما يفعل مجنون كورة الجدريين
ويتلذذ به ولا يقع امامه مجالا للابراء منه
ومن زاوية اخرى الجراح التى تنشىء ضيقا والضيق ينشئ صبرا و الصبر تزكية و التزكية رجاء ( روميه 5 )
لكن انت ... انت ماذا تريد السؤال الذى اريد ان اطرحه على واياك
هل تريد ان تطفو فوق جروحك كسفينه مشرعة فوق الماء
هل تريد ان تنتصر على ألمك
هل تريد ان تلتئم جراحك وتعصب وتلين لتطيب كما فعل السامرى مع مجروح الطريق المسلوب ان يسوع يقدم علاج لكل الجراح بكل انواعها
قد تظن انه يجرحك احيانا . هذا ظنك ولكنه باليقين ان القادر الوحيد على علاج هذا الجرح بل كثيرا ما يعطى مرضاه المجروحين قوة لتطبب غيرهم من الجرحى فبولس الروسل ادمى كنيسه الله وصار بعدها كاروزهم وقائد المائة تولى الصلب وهو اول من قال بعدها حقا كان هذا ابن الله .
فلا تجلس تندب جراحك تولول تبكى قطرة دم او اكثر اسقطها عدوك منك
لا تفكر فى كيف تطببه . فقط اترك الطبيب يعمل بصورة حسنه
اجلس استرخ وخذ دوائك وتمتع بمشفيك
جالسه ،، وصادقه
انت مع اجمل طبيب عرفته البشريه
بل مع ارق جراح عرفه التاريخ
قد يجرح ليعصب
وببلسما يقابل مرضاه وببسمه حانيه يقدم الدواء

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

كتير بننجرح وبنبكى من الم الجرح بس زى ما قلت يا نحال

اجمل مافى الجرح اننا عارفين ان الرب يسوع هيعصبه فى النهايه

طال الوقت او قصر واثقين انه هييجى ويعصبه ويداوى الجرح وهننسى الألم

غير معرف يقول...

كل جروحى لم تساوى شيئا
لان المخلص الفادى طعن بالحربة من أجلى
وسالت الدماء من جروحة من أجل أن يطهرنى

النحال يقول...

شكرا مرورك يا شيف ياغالى مشكور مرور الاخ الغير معرف صلوا من اجل الخدمه